كانت سِحنة السيد المحترم الشبعانة اللامعة تنطق بالملل القاتل.. كان قد غادر لتوه أحضان مورفيوس* بعد الظهر ولا يدري ماذا يفعل.. لم تكن له رغبة في التفكير أو التثاؤب، أما القراءة فملّها منذ زمن سحيق، وكان الوقت لايزال مبكرا للذهاب إلى المسرح، ومنعه الكسل من الذهاب إلى التزحلق فما العمل؟ بما يسلي نفسه؟
وأبغله الخادم يجور:
– هناك آنسة ما .. جاءت تسأل عنكم . – آنسة؟ ممم تُرى من هي؟ على العموم سيان .. ادعها .
ودخلت غرفة المكتب بهدوء فتاة وسيمة سوداء الشعر ترتدي ملابس بسيطة، بل وبسيطة جداً، وعندما دخلت حَيّت بانحناءة .. وأخذت تقول بصوت مرتعش:-
ـ ارجو المعذرة … أنا…..قالوا لي إن حضرتكم………… إنه من الممكن أن أجدكم في الساعة السادسة فقط…..أنا….أنا…..ابنة مستشار القصر** بالتسيف….
– تشرفنا تفضلي اجلسي اية خدمة؟ اجلسي لا تخجلي.
– لقد جئتكم في طلب…….
مضت الآنسة تقول وهي تجلس في ارتباك وتعبث بأزرارها بيدين مرتعشتين.
– لقد جئت.. لكي أطلب منكم بطاقة سفر مجانية إلى موطني سمعت أنكم تعطون.. وأنا أريد أن أسافر وليس معي….. أنا لست غنية… بطاقة من بطرسبرج إلى كورسك .
– ممممم….هكذا….ولماذا تريدين السفر إلى كورسك ؟ ألا يعجبك الحال هنا – لا هنا يعجبني ولكن…أهلي أريد ان أسافر إلى أهلي لم أرهم منذ مدة طويلة كتبوا لي أن أمي مريضة .
– ممم….وأنت موظفة ام طالبة .
وأخبرته الآنسة بالمكان الذي تعمل فيه وعند مَن وكَم كانت تتقاضى وبحجم العمل الذي كانت تؤديه.
ـ هكذا…… كنت تعملين….. لا يمكن القول أن مرتبك كان كبيرا…..لايمكن القول….ليس من الإنسانية إلا أن تصرف لك بطاقة مجانية……مم…….إذن فأنت مسافرة إلى أهلك، حسنا وربما كان لديك في كورسك حبيب هه؟ .. حبوب؟ هىء هىء هىء… خطيب؟ آه تخجلين؟ آه لا داعي هذا شيء جيد …..فلتسافري ….. حان الوقت لكي تتزوجي.. ومن هو.. موظف .. شيء جيد .. سافري إلى كورسك يقال إنه على بعد مائة فرسخ من كورسك تنتشر رائحة حساء الكرنب وتزحف الصراصير…..هىء هىءهىء لا بد أن الحياة مملة في كورسك هذه؟ لا تخجلي انزعي القبعة.
– يا يجور هات الشاي.
لم تكن الأنسة تتوقع مثل هذا الاستقبال الرقيق فشع وجهها بالسرور ووصفت للسيد المحترم كل ما في كورسك من ألوان التسلية…….وأخبرته أن لديها أخا موظفا وعمها مدرس وأبناء أخيها تلاميذ… وقدم يجور الشاي وتناولت الآنسة الكوب بوجل وراحت ترتشفه دون صوت، وهي تخشى أن تصدرعنها مصمصة.. وكان السيد المحترم يتطلع إليها وهو يضحك بسخرية…. لقد بدأ يشعر بالملل.
ـ هل خطيبك وسيم؟ وكيف تعرفت عليه؟
وأجابت الآنسة بخجل على هذين السؤالين واقتربت بمجلسها من السيد المحترم في ثقة وروت له وهي تبتسم كيف تقدم الخطاب هنا في بطرسبرج لخطبتها فرفضتهم …… تحدثت طويلاً، وأنهت حديثها بأن أخرجت من جيبها رسالة من والديها وقرأتها على السيد المحترم…. ودقت الساعة الثامنة.
– والدك خطه لا بأس به ……. بأية زخارف ينمق الحروف ..هىء هىء.. حسنا لقد حان وقت انصرافي …لابد أن المسرح بدأ عرضه ……وداعا يا ماريا سيميونوفنا.
فسألت الآنسة وهي تنهض :
– إذن أستطيع أن آمل.
– بماذا؟
– بأن تعطوني بطاقة مجانية……
– بطاقة؟ مممممم……. ليس لدي بطاقات يبدو أنك أخطأتِ يا سيدتي..هىءهىءهىءهىء .. أخطأتِ العنوان .. دخلتِ غير المدخل …بالقرب مني يسكن حقا أحد العاملين في السكك الحديدية، أما أنا فأعمل في البنك .. يا يجور؛ قل لهم أن يعدوا العربة.. وداعا يا آنسة ماريا سيميونوفنا .. سعيد جدا …. سعيد جدا بلقائك .
ارتدت الآنسة معطفها وخرجت …..وعند مدخل الباب الآخر قيل لها أنه سافر إلى موسكو في السابعة والنصف
وأبغله الخادم يجور:
– هناك آنسة ما .. جاءت تسأل عنكم . – آنسة؟ ممم تُرى من هي؟ على العموم سيان .. ادعها .
ودخلت غرفة المكتب بهدوء فتاة وسيمة سوداء الشعر ترتدي ملابس بسيطة، بل وبسيطة جداً، وعندما دخلت حَيّت بانحناءة .. وأخذت تقول بصوت مرتعش:-
ـ ارجو المعذرة … أنا…..قالوا لي إن حضرتكم………… إنه من الممكن أن أجدكم في الساعة السادسة فقط…..أنا….أنا…..ابنة مستشار القصر** بالتسيف….
– تشرفنا تفضلي اجلسي اية خدمة؟ اجلسي لا تخجلي.
– لقد جئتكم في طلب…….
مضت الآنسة تقول وهي تجلس في ارتباك وتعبث بأزرارها بيدين مرتعشتين.
– لقد جئت.. لكي أطلب منكم بطاقة سفر مجانية إلى موطني سمعت أنكم تعطون.. وأنا أريد أن أسافر وليس معي….. أنا لست غنية… بطاقة من بطرسبرج إلى كورسك .
– ممممم….هكذا….ولماذا تريدين السفر إلى كورسك ؟ ألا يعجبك الحال هنا – لا هنا يعجبني ولكن…أهلي أريد ان أسافر إلى أهلي لم أرهم منذ مدة طويلة كتبوا لي أن أمي مريضة .
– ممم….وأنت موظفة ام طالبة .
وأخبرته الآنسة بالمكان الذي تعمل فيه وعند مَن وكَم كانت تتقاضى وبحجم العمل الذي كانت تؤديه.
ـ هكذا…… كنت تعملين….. لا يمكن القول أن مرتبك كان كبيرا…..لايمكن القول….ليس من الإنسانية إلا أن تصرف لك بطاقة مجانية……مم…….إذن فأنت مسافرة إلى أهلك، حسنا وربما كان لديك في كورسك حبيب هه؟ .. حبوب؟ هىء هىء هىء… خطيب؟ آه تخجلين؟ آه لا داعي هذا شيء جيد …..فلتسافري ….. حان الوقت لكي تتزوجي.. ومن هو.. موظف .. شيء جيد .. سافري إلى كورسك يقال إنه على بعد مائة فرسخ من كورسك تنتشر رائحة حساء الكرنب وتزحف الصراصير…..هىء هىءهىء لا بد أن الحياة مملة في كورسك هذه؟ لا تخجلي انزعي القبعة.
– يا يجور هات الشاي.
لم تكن الأنسة تتوقع مثل هذا الاستقبال الرقيق فشع وجهها بالسرور ووصفت للسيد المحترم كل ما في كورسك من ألوان التسلية…….وأخبرته أن لديها أخا موظفا وعمها مدرس وأبناء أخيها تلاميذ… وقدم يجور الشاي وتناولت الآنسة الكوب بوجل وراحت ترتشفه دون صوت، وهي تخشى أن تصدرعنها مصمصة.. وكان السيد المحترم يتطلع إليها وهو يضحك بسخرية…. لقد بدأ يشعر بالملل.
ـ هل خطيبك وسيم؟ وكيف تعرفت عليه؟
وأجابت الآنسة بخجل على هذين السؤالين واقتربت بمجلسها من السيد المحترم في ثقة وروت له وهي تبتسم كيف تقدم الخطاب هنا في بطرسبرج لخطبتها فرفضتهم …… تحدثت طويلاً، وأنهت حديثها بأن أخرجت من جيبها رسالة من والديها وقرأتها على السيد المحترم…. ودقت الساعة الثامنة.
– والدك خطه لا بأس به ……. بأية زخارف ينمق الحروف ..هىء هىء.. حسنا لقد حان وقت انصرافي …لابد أن المسرح بدأ عرضه ……وداعا يا ماريا سيميونوفنا.
فسألت الآنسة وهي تنهض :
– إذن أستطيع أن آمل.
– بماذا؟
– بأن تعطوني بطاقة مجانية……
– بطاقة؟ مممممم……. ليس لدي بطاقات يبدو أنك أخطأتِ يا سيدتي..هىءهىءهىءهىء .. أخطأتِ العنوان .. دخلتِ غير المدخل …بالقرب مني يسكن حقا أحد العاملين في السكك الحديدية، أما أنا فأعمل في البنك .. يا يجور؛ قل لهم أن يعدوا العربة.. وداعا يا آنسة ماريا سيميونوفنا .. سعيد جدا …. سعيد جدا بلقائك .
ارتدت الآنسة معطفها وخرجت …..وعند مدخل الباب الآخر قيل لها أنه سافر إلى موسكو في السابعة والنصف