منذ أن وضعت الأسس الأولية لعصبة الأمم وحتي تكوين مايسمي بالأمم المتحدة ( U.N ) ، كان الغرض الاساسي من انشاءها هو الضغط العالمي لصالح الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية علي كل الدول التي تتطلع الي أدوار ريادي في السياسة العالمية ، وذلك لتكريس سياسة القطب الواحد المتحكم في مفاصل العالم ... ولما لهذا الوضع من خطورة كان لابد من تحجيم الدور السوفيتي عن طريق العمالة الداخلية والتي عملت علي تفكيكه الي دويلات صغيرة حتي وصلت به إلي الانهيار الكامل في العام 1991م عبر الجاسوس الامريكي غورباتشوف ، والذي دق المسمار الأخير في النعش السوفيتي .
وبما أن الطبيعة الخلقية تقتضي وجود الضد لكل شئ في الوجود كان لابد من وجود دول أخري صاعدة تعمل علي مزاحمة الولايات المتحدة علي مقاعد القيادة الأممية ، ولهذا كان تواجد مايسمي بالدول دايمة العضوية في مجلس الأمن بالأمم المتحدة وما أدراك ما حق الفيتو الذي لم يستخدمه غير الشيطان الأكبر الأمريكي والعجيب في ذلك انها لم تستخدمه لمصلحتها في يوم من الايام بل من أجل ربيبتها الصغري إسرائيل ... أما بقية الدول ذت المقعد الدائم فقد كانت علي مقاعد المتفرجين أو صارت اذيالاً لأمريكا ( كما في الحالة البريطانية ) ...
كان من البديهي عند ظهور دولة الصين بمسماها الحالي وتواجدها في المقاعد الدائمة لمجلس الأمن بدلاً عن تايوان والتي أنتهي دورها الأممي تقريبا ببروز الصين إلي سطح الأحداث ، أن يتوقع المحللين الدور الأعظم للتنين الصيني في قادم التاريخ السياسي وذلك لعوامل العدد السكاني الهائل والموارد الإقتصادية الضخمة التي تتمتع بها ، وكذلك تميزها بانها الدولة الشرقية الوحيدة المالكة لحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي .
البداية الصينية لم تكن سهلة علي الإطلاق فقد ووجهت بالعديد من العراقيل السياسية والإقتصادية إلي حين وصول ماو تسي تونق إلي السلطة وعمل علي أغلاق الداخل الصيني علي نفسه وإنكفاؤه علي تحسين أوضاعه الداخلية قبل التفكير في الانطلاق إلي الخارج ، وكان لهذه الأفكار الشعبية الثورية لماو تسي تونق الأثر الواضح في نمو الإقتصاد الصيني وتعاظم دورها في القارة الأسيوية وانتزاعها الريادة من جارتها اليابان التي بدأت في التقهقر الإقتصادي والسياسي مفسحةًً المجال لهذا الوافد العملاق .
لم يكن من السهل علي الولايات المتحدة رؤية التقدم الصيني المذهل في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول العالم الثالث وسيطرتها شبه المطلقة علي الأسواق النامية في افريقيا واسيا . لم تقف الصين عند هذا الموقف التجاري القوي فقط بل أنها نافست البضائع الأمريكية داخل أسواق الولايات المتحدة نفسها – ( اتدرون أن الصين تصدر لعب أطفال بما قيمته 13 مليار دولار سنويا للولايات المتحدة ) – .
إمتلاك الصين لزمام المبادرة بإستخراج النفط المتراكم في البلدان الفقيرة لم يكن مهضوما بالتاكيد لأمريكا لإعتبارها أنه يمثل المخزون الاستراتيجي لها في مقبل الايام ... لذا كان لابد لها من التحرك المضاد لافساد هذا التطور والعمل علي تحجيم الدور الصيني بافتعال الخلافات حول إستقلال تايوان أو تبعيتها للعملاق الأسيوي المنطلق بقوة .
ايضأً يجد الناظر لصفيح الأحداث الساخن أن إتهام كوريا الشمالية بالإرهاب وانها ضمن مثلث الشر والمناورات الامريكية - الكورية الجنوبية العسكرية في المنطقة ، لم يكن القصد منها في يوم من الأيام كوريات الشمالية ، بل هو إستعراض للقوة أمام الصين وإخبارها أن لامريكا يد طولي في هذه المنطقة والذي سنعود اليه بالتفصيل في مقالنا القادم تحت عنوان ( كوريا الشمالية – شوكة في خاصرة التنين الصيني )
ولنا عودة لهذا الموضوع إن كان في العمر بقية
وبما أن الطبيعة الخلقية تقتضي وجود الضد لكل شئ في الوجود كان لابد من وجود دول أخري صاعدة تعمل علي مزاحمة الولايات المتحدة علي مقاعد القيادة الأممية ، ولهذا كان تواجد مايسمي بالدول دايمة العضوية في مجلس الأمن بالأمم المتحدة وما أدراك ما حق الفيتو الذي لم يستخدمه غير الشيطان الأكبر الأمريكي والعجيب في ذلك انها لم تستخدمه لمصلحتها في يوم من الايام بل من أجل ربيبتها الصغري إسرائيل ... أما بقية الدول ذت المقعد الدائم فقد كانت علي مقاعد المتفرجين أو صارت اذيالاً لأمريكا ( كما في الحالة البريطانية ) ...
كان من البديهي عند ظهور دولة الصين بمسماها الحالي وتواجدها في المقاعد الدائمة لمجلس الأمن بدلاً عن تايوان والتي أنتهي دورها الأممي تقريبا ببروز الصين إلي سطح الأحداث ، أن يتوقع المحللين الدور الأعظم للتنين الصيني في قادم التاريخ السياسي وذلك لعوامل العدد السكاني الهائل والموارد الإقتصادية الضخمة التي تتمتع بها ، وكذلك تميزها بانها الدولة الشرقية الوحيدة المالكة لحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي .
البداية الصينية لم تكن سهلة علي الإطلاق فقد ووجهت بالعديد من العراقيل السياسية والإقتصادية إلي حين وصول ماو تسي تونق إلي السلطة وعمل علي أغلاق الداخل الصيني علي نفسه وإنكفاؤه علي تحسين أوضاعه الداخلية قبل التفكير في الانطلاق إلي الخارج ، وكان لهذه الأفكار الشعبية الثورية لماو تسي تونق الأثر الواضح في نمو الإقتصاد الصيني وتعاظم دورها في القارة الأسيوية وانتزاعها الريادة من جارتها اليابان التي بدأت في التقهقر الإقتصادي والسياسي مفسحةًً المجال لهذا الوافد العملاق .
لم يكن من السهل علي الولايات المتحدة رؤية التقدم الصيني المذهل في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول العالم الثالث وسيطرتها شبه المطلقة علي الأسواق النامية في افريقيا واسيا . لم تقف الصين عند هذا الموقف التجاري القوي فقط بل أنها نافست البضائع الأمريكية داخل أسواق الولايات المتحدة نفسها – ( اتدرون أن الصين تصدر لعب أطفال بما قيمته 13 مليار دولار سنويا للولايات المتحدة ) – .
إمتلاك الصين لزمام المبادرة بإستخراج النفط المتراكم في البلدان الفقيرة لم يكن مهضوما بالتاكيد لأمريكا لإعتبارها أنه يمثل المخزون الاستراتيجي لها في مقبل الايام ... لذا كان لابد لها من التحرك المضاد لافساد هذا التطور والعمل علي تحجيم الدور الصيني بافتعال الخلافات حول إستقلال تايوان أو تبعيتها للعملاق الأسيوي المنطلق بقوة .
ايضأً يجد الناظر لصفيح الأحداث الساخن أن إتهام كوريا الشمالية بالإرهاب وانها ضمن مثلث الشر والمناورات الامريكية - الكورية الجنوبية العسكرية في المنطقة ، لم يكن القصد منها في يوم من الأيام كوريات الشمالية ، بل هو إستعراض للقوة أمام الصين وإخبارها أن لامريكا يد طولي في هذه المنطقة والذي سنعود اليه بالتفصيل في مقالنا القادم تحت عنوان ( كوريا الشمالية – شوكة في خاصرة التنين الصيني )
ولنا عودة لهذا الموضوع إن كان في العمر بقية