الربيع بن خثيم والجميلة
أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع بن خثيم لعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم .. فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده، فنظر إليها فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة.
فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟
فصرخت المرأة صرخة، فخرت مغشيا عليها، فوالله لقد أفاقت، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق !!
الفتى الأنصاري وامرأة تعشقه
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق، فمربي شيخ حسن الوجه حسن الثياب، فقام إليه البائع فسلم عليه، وقال له : يا أبا محمد سل الله أن يعظم أجرك، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له :
وكان يميني في الوغى ومساعدي .... فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وأصبحت حرانا من الثكل حائرا .... أخا كلف شــاقت علي رباعها
فقال له البائع : يا أبا محمد أبشر، فإن الصبر معول المؤمن، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك.
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه، وميتته أعجب ميتة.
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل .. فأرسل إليها :
إن الحرام سبيل لست أسلكه .... ولا آمر به ما عشت في الناس
فابغي العتاب فاني غير متبع .... ما تشتهين فكوني منه في ياس
إني سأحفظ فيكم من يصونكم .... فلا تكوني أخا جهل ووسواس
فلما قرأت المرأة الكتاب، كتبت إليه :
دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره .... وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي
دع التنسـك إني غير ناسكة .... وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له.
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك.
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خير من النار في الاخرة.
وقال :
العار في مدة الدنيا وقلتها .... يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي مادام بي رمق .... ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا .... لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر.
فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه، فعملت لها فيه، فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه، إذ خطر ذكرها بقلبه، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي والأمر يزيد.
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي.
فجعل أبوه يبكي ويقول : يا بني حدثني بالقصة.
فحدثه قصته، فقام إليه فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات، وإذا الدم يسيل من منخريه.
أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع بن خثيم لعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم .. فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده، فنظر إليها فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة.
فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير ؟
فصرخت المرأة صرخة، فخرت مغشيا عليها، فوالله لقد أفاقت، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق !!
الفتى الأنصاري وامرأة تعشقه
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق، فمربي شيخ حسن الوجه حسن الثياب، فقام إليه البائع فسلم عليه، وقال له : يا أبا محمد سل الله أن يعظم أجرك، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له :
وكان يميني في الوغى ومساعدي .... فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وأصبحت حرانا من الثكل حائرا .... أخا كلف شــاقت علي رباعها
فقال له البائع : يا أبا محمد أبشر، فإن الصبر معول المؤمن، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك.
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه، وميتته أعجب ميتة.
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل .. فأرسل إليها :
إن الحرام سبيل لست أسلكه .... ولا آمر به ما عشت في الناس
فابغي العتاب فاني غير متبع .... ما تشتهين فكوني منه في ياس
إني سأحفظ فيكم من يصونكم .... فلا تكوني أخا جهل ووسواس
فلما قرأت المرأة الكتاب، كتبت إليه :
دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره .... وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي
دع التنسـك إني غير ناسكة .... وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له.
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك.
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خير من النار في الاخرة.
وقال :
العار في مدة الدنيا وقلتها .... يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي مادام بي رمق .... ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا .... لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر.
فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه، فعملت لها فيه، فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه، إذ خطر ذكرها بقلبه، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي والأمر يزيد.
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي.
فجعل أبوه يبكي ويقول : يا بني حدثني بالقصة.
فحدثه قصته، فقام إليه فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات، وإذا الدم يسيل من منخريه.