كيف يمكنك استظهار ما تلقيته خلال أشهر طويلة من الدراسة والتحصيل
في يوم الامتحان النهائي ؟ كيف يمكنك حفظ دروسك ومراجعتها دون أن تخشى
نسيانها أو نسيان أجزاء منها ؟ كيف يمكنك استغلال أوقات فراغك في مراجعة منظمة و
فعالة و غير مرهقة ؟
الحقيقة أنه ليست هناك وصفة سحرية تجعل منك بين عشية وضحاها طالبا ناجحا. بل إن
الرغبة في العمل و الجد والاجتهاد والمثابرة و التفاؤل بالمستقبل هي مفاتيح النجاح.
ولكن هذا الجد و المثابرة لن تكون ذات فائدة ومردودية إذا لم تكن مبنية على
التنظيم والتخطيط والتعامل بذكاء مع مختلف أنواع الدروس
والمعلومات و المواد.كيف تستعد إذن للامتحان بشكل منظم وفعال ؟ هذا ما
سيحاول البحث التالي توضيحه لك.
الاستعداد المنهجي
المرحلة الأولى : عند تلقي الدرس
شروط التلقي الجيد:
اﻹنتباه: انتبه أثناء تلقي الدرس كي تتمكن من استيعابه ويسهل عليك حفظه.
هذه بعض السلوكيات التي تساعدك على اﻹنتباه :
التلقي المنظم للمعلومات: حين تتلقى المعلومات من أستاذك أو من أي مصدر
آخر،عليك أن تنظمها في ذهنك وذلك بتصنيفها إلى أسباب ونتائج،أو مقدمات و خواتم، أو
عناصر أساسيــــة و أخرى ثانوية…, حاول أيضا أن تتساءل عن موضوع الدرس و المغزى منه
وسياقه العــام و مدى ارتباطه بالدروس السابقة واللاحقة…
التدوين الجميل والمنظم للمعلومات: اهتم كثيرا بكتابة دروسك بشكل منظم
وجميل، و ذلك باستعمال الألوان والتسطير والتأطير وترك بعض المجالات الفارغة بين
الفقرات و إبــــــــــراز الكلمات والمقولات المهمة…، لأن ذلك سيساعدك كثيرا في
اﻹقبال على الدرس وتوفر الرغبة لديك في حفظه و مراجعته. و إذا لم تتمكن من ذلك في
القسم لضيق الوقت مثلا, فافعل ذلك في المنزل, و أعد كتابة الدرس بشكل جميل و منظم.
المرحلة الثانية : عند حفظ الدرس
شروط
الحفظ الجيد:
فهم الدرس والتفكير فيه
:
تجربة علمية:
إذن, فالتفكير في الدرس بل والحكم على مضمونه وشكله، سيساعد ذاكرتك على الاحتفاظ
به. والتفكير في الدرس يتطلب عملية ذهنية مهمة جدا, وهي التركيز.
التركيز:
عندما تريد أن تسجل حديثا أو أغنية على شريط , فإن أول شيء تفعله هو التأكد من
فعالية آلة التسجيل والشريط, وغياب التشويش وكل ما يمكن أن يؤثر على جودة التسجيل.
كذلك الأمر بالنسبة للذاكرة : لكي " تسجل" عليها درسا ما, عليك أن تحاول إبعاد كل
الأفكار التي ليس لها علاقة بذلك الدرس عن ذهنك؛ أي أن عليك التركيز على ما
تحفظه فقط. و هذه بعض الإرشادات لمساعدتك على التركيز أثناء الحفظ و المراجعة :
إذا تناولت كمية كبيرة من الطعام فإن الدم يكون وقتها
متجمعًا حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام، ولا يصل إلى المخ الكمية
الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة، ولهذا يشعر من تناول كمية كبيرة من
الطعام - خاصة الدسم - بالكسل والوَخَم لأن مُخَّه غير مستعد للعمل؛ ولهذا لا يجب
البدء في المذاكرة قبل مرور ساعة بعد تناول الطعام، وينصح أيام المذاكرة
والامتحانات عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يفضل أن يبتعد عن الأكل المليء
بالدهون حتى لا يستغرق وقتًا طويلاً في الهضم.
الحفظ
باستعمال عدة حواس :
لكي تحتفظ بدرس ما في ذاكرتك، أنت بحاجة- بعد فهمــه واستيعابه- إلى
استحضاره في ذهنك و تمثله بطريقتك الخاصة. ولكي تستحضر دروسك بسهولة, هذه بعض "
التقنيات " حسب الحاسة التي تعتمد عليها ذاكرتك أكثر:
فإذا كانت لك
ذاكرة سمعية فإنك عموما تجد نفسك تحفظ عن ظهر قلب ما
تردده بصوت عال عدة مرات. فلا تتردد إذن في استخدام التسميع الذاتي حتى عند مراجعة
الخرائط أو الجداول أو الخطاطات: احك ما تراه فيها, صفها بصوت عال إما لمخاطب خيالي
أو حقيقي, مع اعتماد تسلسل منطقي يجنبك نسيان ما أنت بصدد مراجعته: راجع الجدول
مثلا من الأعلى إلى الأسفل، والخريطة من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب…
و إذا كانت
ذاكرتك بصرية أكثر فإنك بحاجة إلى تفحص ما تراجعه
بعينك كي يلتصق بذاكرتك. حاول إذن "تصوير" photographier دروسك بعينيك بعد أن تقوم
بكتابتها بشكل جميل و منظم. وهذا الأمر لا يستدعي أن تكون فنانا, يكفي فقط أن
تستعمل الألوان بشكل متناسق: خصص لونا للعناوين الكبرى و آخر للأفكار الرئيسية و
آخر للتعاريف…الخ.
هناك أيضا من له
ذاكرة حركية بحيث يفضل مراجعة دروسه عن طريق إعادة
صياغتها و كتابتها بطريقته الخاصة. أي أنه يحافظ على مضامين الدرس و لكنه يضع تصورا
آخر لشكله و للتسلسل الذي تلقاه به داخل الفصل. وهو بالتالي يقوم بتثبيت المعلومات
في ذاكرته عن طريق التفكير فيها واستيعابها جيدا, ثم إعادة كتابتها(في ورقة أخرى) و
تنظيمها بشكل آخر يعكس فهمه للدرس ولا يخل بمضمونه. إنها طريقة فعالة لترسيخ
المعلومات في الذاكرة. وهي تحيلنا على تقنية " جذاذة المراجعة " .
أما الأفضل فهو أن تستخدم قدراتك السمعية والبصرية والحسية
الحركية كلها وألا تعتمد على طريقة حفظ واحدة؛ حتى إذا وجدت صعوبة في
استحضار ما حفظت عن طريقــــة السمع مثلا, استعنت بذاكرتك البصرية أو الحركية.
بالإضافة إلى أن استعمـال الطــرق الثلاث يجعلك مطمئنا إلى ذاكرتك واثقا من تحكمك
في معلوماتك.
الربط والتنظيم :
تشتغل الذاكرة بطريقة التداعي Association : فأغنية تسمعها في المذياع تذكرك بلحظة
ما في حياتك , ورائحة تشمها في مكان ما تعيد إلى ذاكرتك مشهدا رأيته من قبل…؛ وذلك
لأن العناصر المخزنة في الذاكرة مرتبطة في ما بينها بواسطة مجموعة من العلاقات.
إذن, وأثناء حفظك لدرس ما, حاول ربطه بما تعرفه من قبل كي تتمكن من الاحتفاظ به
لأطول مدة ممكنة؛ اسأل نفسك دائما " هل سبق لي أن قرأت أو سمعت أو رأيت شيئا يمكن
أن يكون له علاقة ما بموضوع الدرس؟ "؛ ضع مقارنات من قبيل : " هذه الفكرة تشبه…,
هذا نتيجة ل…, هذا عكس ما قرأت من قبل…"الخ .
ولهذه الطريقة فائدة عظيمة, وهي أنها تساعدك على تنظيم
و تصنيف المعلومات في ذاكرتك. و بما أن الذاكرة
تحب النظام, فإنه كلما كانت المعلومات منظمة بشكل جيد في رأسك فإنك لن تجد صعوبة في
تذكرها.
إذا
قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها ولا تحاول إهمالها،
اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق وابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو
صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سَهُل الصعب وقَوِيَت عزيمة الاستذكار عندك،
ولا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع وتتحمس لمذاكرة مواد
معينة تميل إليها وتهمل مواد أخرى. وهذه بعض الإجراءات لمساعدتك أثناء مراجعة
المواد الصعبة:
تكرار المراجعة : لقد أظهرت بعض التجارب أنا نفقد ٪50 مما نتعلم بعد نصف
ساعة , و ٪ 80 منه بعد 24 ساعة. لكن لا تيأس ! فهناك وسيلة لتطويع الذاكرة, و هي
طريقة المراجعة الدائمة
و المنظمة. كيف ذلك؟
هذا ما ستعرفه في المرحلة الثالثة أي مرحلة المراجعة.
المرحلة الثالثة: عند مراجعة الدرسشروط
المراجعة الجيدة:
أولا :
ضرورة المراجعة
بعد فهم الدرس و حفظه, هناك احتمالان:
الأول: إذا أنت أهملته لمدة من الزمن, فإنه سيكون عرضة للنسيان:
"بعد تجارب عدة على الذاكرة, توصل الباحث الألماني(H.Ebbinghaus
1885) إلى أن كمية المعلومات المخزنة في الذاكرة
تنخفض بشكل سريع بعد 24 ساعة من حفظها, ولا يبقى منها بعد ذلك إلا نسبة قليلة جدا."
ما العمل إذن لكي تتجنب النسيان وتضمن رسوخ المعلومات في ذهنك ؟
إنه الاحتمال الثاني:
إذا أنت راجعت الدرس المحفوظ بشكل دائم و منتظم فإنك ستضمن
عدم نسيانه, وسيرسخ في ذاكرتك لمدة طويلة.
ثانيا :
تنظيـم المراجعة:
قد لا يمر يوم دون أن تسمع من أساتذتك أو أقاربك: "
لا تدع الدروس تتراكم عليك وابدأ الإعداد للامتحان مبكرا!"
و لكنك تسأل نفسك: " أين أجد الوقت الكافي للمراجعة و أنا أدرس أكثر من 30 ساعة في
الأسبوع, و شلالات الدروس تتلاحق وغالبا ما تتخللها فروض المنزل أو القسم؟ "
و مع ذلك هناك حلول !
.إن الذاكرة البشرية, كما قلنا, يلزمها تكرار المراجعة و التأني فيها كي تتمكن من
استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها المقررات. و مهما يكن نوع
الامتحان الذي تستعد له, فإن أفضل وسيلة لعدم السقوط في فخ التأجيل و التسويف هو
وضع برنامج للمراجعات.
حاول إذن تخصيص بعض الوقت لوضع هذا البرنامج, متتبعا المراحل التالية:
مراحل إعداد برنامج المراجعات:
نظم
وقتك
ابدأ بملاحظة طريقتك المعتادة في استعمال الوقت مدة أسبوع كامل: أوقات استيقاظك,
ذهابك إلى المدرسة, مدة الحصص الدراسية, التنقل, الأعمال المنزلية, الأكل, الترفيه,
النوم… كل شيء! وسجل ذلك في جدول.
يمكن استعمال هذا الجدول على النحو التالي:
حدد الساعات المخصصة للدراسة في المدرسة بلون أحمر مثلا؛
حدد- و لو بشكل تقريبي - الساعات المخصصة للأكل و التنقل بلون أخضر؛
حدد الساعات المخصصة لأداء واجباتك الدينية والمنزلية
والأنشطة غير المدرسية ( الترفيه, الرياضة, اللعب, الراحة…) بلون آخر؛
لديك الآن فكرة واضحة عن أوقات شغلك و أوقات فراغك. فما عليك إذن سوى ملء الفراغات
, وتحديد ساعات و مواد المراجعة.
ابحث
عن وتيرتك الخاصة
لكل منا عاداته الخاصة للمراجعة: هناك من يحبذ المراجعة الصباحية وهناك من يفضل
المسائية. برمج مراجعاتك حسب ما تفضله أنت؛ رغم أنه, و بصفة عامة, المراجعة
الصباحية أفضل, لأن قدرات الإنسان تكون في أوجها صباحا و تنقص في فترة الغذاء و
بعده, لتنشط من جديد بدأ من الساعة 7 أو 8 مساءا و حتى العاشرة. في كل الحالات
اجتنب السهر ما أمكن. فالنوم العميق و الكافي ضروري لاشتغال الذاكرة بفعالية كما
سيتبين لك.
عدل
برنامج المراجعات باستمرار
من الصعب جدا احترام برنامج المراجعات بنسبة%100 طيلة السنة. لذلك حاول تعديله مرة
كل أسبوع أو كل أسبوعين حسب المستجدات, لأن ذلك سيمكنك من التأكد من مدى احترامك
للبرنامج, ومن جعله أخف و أكثر قابلية للتطبيق. لأن البرنامج الجيد يتسم بالمرونة
حتى يمكنه استيعاب المفاجآت: إذا دعيت إلى حفل أو مناسبة عائلية مثلا في وقت برمجته
أنت للمراجعة, فلا بأس أن تقبل الدعوة و تعيد برمجة المراجعة في وقت لاحق.
كافىء
نفسك بنفسك
كي لا يصيبك الملل أو الإرهاق و أنت تطبق برنامج المراجعات, كافىء نفسك بعد كل
مراجعة: " عندما أنتهي من مراجعة درس الرياضيات سأمنح نفسي عصيرا لذيذا!" أو" عندما
أنتهي من تحليل هذا النص سأستلقي لأشاهد شريطا ممتعا!"... حتى إذا أنهيت
برنامجــــــــــك الأسبوعي بنجاح, كافىء نفسك بخرجة إلى الطبيعة أو فسحة رياضية أو
ما شابه ذلك كي تستقبل الأسبوع اللاحق بنشاط و حيوية
و لا تنس أنه
كلما دربت ذاكرتك على الحفظ كلما ازدادت قدرتها على الاحتفاظ
بالمعلومات بسرعة ولمدة طويلة ...
ثالثا:
المراجعة الجماعية:
للمراجعة الجماعية فوائد كثيرة منها: التحفيز المتبادل على المراجعة و تبادل
المساعدة على فهم الدروس…؛ غير أن نجاحها مشروط بمدى جدية أفراد المجموعة التي
تراجع ضمنها وبطريقتك في التعامل معهم. هذه بعض الإرشادات من أجل مراجعة جماعية
مفيدة:
رابعا:
جذاذة المراجعة
ليس من السهل دائما المراجعة اعتمادا على ما تكتبه من
ملخصات داخل القسم. خاصة و أنه إذا تراكمت عليك بعض الدروس فستصبح تلك الملخصات
غامضة بالنسبة إليك. بالإضافة إلى احتمال نسيانك بعض الكلمات أو المقاطع الهامة
أثناء كتابتك ما يمليه الأستاذ.
الحل: تعود على إنجاز جذاذات مراجعة في نفس
اليوم, أو على الأقل في نفس الأسبوع الذي تلقيت فيه تلك الدروس.
ماهي جذاذة المراجعة؟
إنها ورقة تسجل فيها أهم
عناصر الدرس و حتى بعض التفاصيل التي تبدو لك مهمة. إنك لن تلخص الدرس ولن تجعله
أصغر حجما, بل ستفكر فيه و تستوعبه و تحاول صياغته بطريقتك الخاصة, و تضيف إليه ما
تظنه أساسيا لفهمه أو تجعله على شكل خطاطة أو جدول أو تشجير. المهم أن تحتوي
الجذاذة على عناصر الدرس الرئيسية التي من شأنها أن تحرك ذاكرتك لتستحضر التفاصيل
المتعلقة بكل عنصر أو فكرة رئيسية. (يستحسن أن تحتفظ بجذاذات المراجعة في دفتر
خاص).
كيف تنجز جذاذة المراجعة؟
الاستعداد البدني و النفسي
التغذية المتوازنة, الغنية بالكالسيوم والفسفور:
للكالسيوم و
الفسفور دور مهم في عمل الدماغ. وقد أظهرت تجارب علمية استمرت لمدة عشر سنوات
وأجريت على حوالي 600 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة, أنه, وعند اقتراب موعد
الامتحــانات, ترتفع نسبة الجير والحامض الفسفوري إلى مستويات خطـيرة فــي
الإفرازات البولية لأغلب أولئك التلاميذ. ومعلوم أن فقدان نسبة هامة من الكالسيوم
مثلا, يؤدي إلى التشنجات العضلية و توتر الأعصاب و أحيانا الأرق.
ما هي الأغذية
الغنية بالكالسيوم والفسفور؟
-
الحليب و مشتقاته(لبن, زبدة, جبن…) وهي مواد ضرورية جدا للأعمال الفكرية؛
- البيض, القمح, اللوز, السمك…؛
-المغنزيوم والنحاس عنصران ضروريان لكل مجهود فكري. و يوجد المغنزيوم في الخبز
الكامل pain complet والتين المجفف(الشريحة) والشيكولاطة و الكاكاو, والخضر
والفواكه…
أما عنصر النحاس فيوجد في الكبد, أصفر البيض, السبانخ, العدس, الحمص , وكل
الأغذية الغنية بفيتامينB.
احرص إذن على تناول كميات مهمة من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم والفسفور
والمغنزيوم والنحاس و خاصة في فترة الإعداد للامتحانات.
ماذا عن الأدوية التي يُرَوَّج لها قبل موسم الامتحانات على أنها لتقوية
الذاكرة ؟الجواب: معظم المواد الفعالة بهذه
الأدوية يفرزها الجسم بتركيزات مناسبة، وعندما يتناول الطالب هذه الأدوية يجعل
الجسم يعمل بصورة أكبر، لكن خلايا الذاكرة لها قدرة على العمل وإذا أجبرناها على
العمل بمعدل أكبر، فسوف يحدث ذلك في البداية لفترة قصيرة، لكن ما تلبث أن تحدث
النتيجة العكسية تمامًا مثلما تَجْبُر إنسانًا على العمل وهو متعب، صحيح أنه سيعمل
لكنه في النهاية سيقع من شدة التعب، فهذه الأدوية مخصصة في الأصل للحالات المرضية
وليست للجميع.
الرياضة و التنفس العميق:
إن عوامل من قبيل التلوث البيئي و
العمل في أماكن مغلقة و نقص التهوية في عدد من وسائل النقل العمومية والتدخين…الخ,
تؤدي إلى نقص نسبة الأكسجين في الجسم. لكن ما علاقة دلك بالذاكرة ؟
إن نقصان
نسبة الأكسجين في الجسم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق خاصة عند القيام بأعمال فكرية.
لأن الدماغ لم يحصل على القدر اللازم من الأكسجين كي يشتغل بفعالية. أضف إلـى ذلك
أنه, وفي ظرف24 ساعة, يمر2160 لتر من الدم عبر الدماغ البشري, أي ما يعـــــادل
تقريبا400 مرة كمية الدم الموجودة في الجسم كله, وزد على ذلك كون الخلايا
الدماغيــــــــــة و الأعصاب تتأثر سلبا, أكثر من باقي الخلايا الأخرى, بنقصان
الأكسجين.
ماذا تستنتج من كل هذا؟
الجواب: قلة الأكسجين في الدم تضر بالذاكرة.
ما هو الحل إذن؟ هذه بعض
الاقتراحات العملية:
تجنب التدخين و المخدرات:
● لقد ثبت أن الكحول واحد من أسباب
أمراض الذاكرة.
● يؤدي
التدخين – سواء بالنسبة للمدخن أو لمستنشق الدخان – إلى
مرض ثقوب الذاكرة , خاصة نسيان الكلمات.
"كان الباحث L. Binet يضع كمية قليلة من النيكوتين في حوض للأسماك لمدة من
الزمن, ثم لاحظ بعد فترة أن تلك الأسماك لم تعد تتجه بسرعة نحو الطعام : لقد
أفقدتها مادة النيكوتين ذاكرتها, أي استجابتها للمثيرات!"
الراحة
و النوم الكافي:
ثبت من خلال التجربة العلمية أن المعلومات
المخزنة في الذاكرة يتم تثبيتها و ترسيخها خلال فترة النوم العميق(وليس الطويل):
"عندما ننام, نمر من 5 مراحل أو مستويات من النوم, يمكن ملاحظتها بواسطة جهاز
خاص؛ من المستوى 1 إلى المستوى 4 , يتعمق النوم أكثر فأكثر و تصبح الموجات
الدماغيـة بطيئة. على العكس من ذلك, و في المســـتوى 5, أو مستوى النوم العميق,
يصير النشاط الدماغي أكثر قوة؛ و يبدو مخطط الموجات الدماغية على جهاز
Electro-encéphalogramme كأن الشخص في حالة استيقاظ. و يحدث النوم العميق كل ساعة
ونصف, 4 الى5 مرات في الليلة, ويستمرحوالي20 دقيقة؛ وفيها يتم تثبيت المعلومات التي
تلقتها ذاكرتك خلال اليوم."
التفاؤل:
التفاؤل أمر ضروري للاستمرار في العمل و المثابرة على الجد. وبالإضافة إلى
الاجتهاد و تنظيم المراجعة, فإن الدعاء مع الإخلاص وعمل الطاعات, وسيلة روحية هامة
تدفعك للتفاؤل و الإقبال على الدراسة. لأنك حين تدعو الله تعالى أن يوفقك و ييسر لك
سبل النجاح, فإنك ستشعر بدافعية كبيرة لمواصلة الاجتهاد, و اليقين بأن الله سيستجيب
دعوتك إذا أنت توكلت عليه مع أخذك بأسباب النجاح المذكورة آنفا.
في يوم الامتحان النهائي ؟ كيف يمكنك حفظ دروسك ومراجعتها دون أن تخشى
نسيانها أو نسيان أجزاء منها ؟ كيف يمكنك استغلال أوقات فراغك في مراجعة منظمة و
فعالة و غير مرهقة ؟
الحقيقة أنه ليست هناك وصفة سحرية تجعل منك بين عشية وضحاها طالبا ناجحا. بل إن
الرغبة في العمل و الجد والاجتهاد والمثابرة و التفاؤل بالمستقبل هي مفاتيح النجاح.
ولكن هذا الجد و المثابرة لن تكون ذات فائدة ومردودية إذا لم تكن مبنية على
التنظيم والتخطيط والتعامل بذكاء مع مختلف أنواع الدروس
والمعلومات و المواد.كيف تستعد إذن للامتحان بشكل منظم وفعال ؟ هذا ما
سيحاول البحث التالي توضيحه لك.
الاستعداد المنهجي
المرحلة الأولى : عند تلقي الدرس
شروط التلقي الجيد:
اﻹنتباه: انتبه أثناء تلقي الدرس كي تتمكن من استيعابه ويسهل عليك حفظه.
هذه بعض السلوكيات التي تساعدك على اﻹنتباه :
- تحضير الدرس في المنزل ( قراءته وتحضير أسئلة عنه مثلا)
- المشاركة أثناء الدرس؛
- استشعار أهمية الدرس بالنسبة لمستقبلك الدراسي والمهني؛
التلقي المنظم للمعلومات: حين تتلقى المعلومات من أستاذك أو من أي مصدر
آخر،عليك أن تنظمها في ذهنك وذلك بتصنيفها إلى أسباب ونتائج،أو مقدمات و خواتم، أو
عناصر أساسيــــة و أخرى ثانوية…, حاول أيضا أن تتساءل عن موضوع الدرس و المغزى منه
وسياقه العــام و مدى ارتباطه بالدروس السابقة واللاحقة…
التدوين الجميل والمنظم للمعلومات: اهتم كثيرا بكتابة دروسك بشكل منظم
وجميل، و ذلك باستعمال الألوان والتسطير والتأطير وترك بعض المجالات الفارغة بين
الفقرات و إبــــــــــراز الكلمات والمقولات المهمة…، لأن ذلك سيساعدك كثيرا في
اﻹقبال على الدرس وتوفر الرغبة لديك في حفظه و مراجعته. و إذا لم تتمكن من ذلك في
القسم لضيق الوقت مثلا, فافعل ذلك في المنزل, و أعد كتابة الدرس بشكل جميل و منظم.
المرحلة الثانية : عند حفظ الدرس
شروط
الحفظ الجيد:
فهم الدرس والتفكير فيه
:
تجربة علمية:
في عام 1970، قام الباحثان T.Hyde و J.Jenkins بتسجيل مجموعة من الكلمات على شريط ) مائدة ، إنسان ، طائر، ملح, لص, كهف…). ثم طلبا من مجموعتين من الأشخاص الاستماع إلى تلك الكلمات مع القيام بتمرين معين. مثلا: تقوم المجموعة الأولى بالاهتمام بطريقة كتابة تلك الكلمات و تبحث عن وجود حرف ما فيها؛ في حين تقوم المجموعة الثانية بالتفكير في معاني تلك الكلمات وتحكم عليها ودلك بتصنيفها إلى حسن و قبيح. وكانت النتائج مثيرة. ففي المجموعة الأولى لم يتم حفظ سوى بعض الكلمات القليلة و بصعوبة. أما في المجموعة الثانية، فتم حفظ تلك الكلمات بسهولة، بل و تمكن المشاركون من استظهارها مصنفة إلى كلمات حسنة و أخرى قبيحة, حسب آراءهم الشخصية فيها. و قد استنتج الباحثان أن العامل الأساسي في حفظ المجموعة 2 لتلك الكلمات بسهولة هو التفكير فيها ومحاولة الحكم عليها والتعبير عن آراءهم حولها |
به. والتفكير في الدرس يتطلب عملية ذهنية مهمة جدا, وهي التركيز.
التركيز:
عندما تريد أن تسجل حديثا أو أغنية على شريط , فإن أول شيء تفعله هو التأكد من
فعالية آلة التسجيل والشريط, وغياب التشويش وكل ما يمكن أن يؤثر على جودة التسجيل.
كذلك الأمر بالنسبة للذاكرة : لكي " تسجل" عليها درسا ما, عليك أن تحاول إبعاد كل
الأفكار التي ليس لها علاقة بذلك الدرس عن ذهنك؛ أي أن عليك التركيز على ما
تحفظه فقط. و هذه بعض الإرشادات لمساعدتك على التركيز أثناء الحفظ و المراجعة :
- اختر غرفة, أو أي مكان آخر ترتاح فيه, لا تكون فيه أشياء تثير الإنتباه
وتشغلك عن المراجعة؛ - احرص على أن تتوفر الإضاءة و التهوية الجيدتين في مكان المراجعة؛
- لا تبدأ الحفظ إلا بعد أن تشبع حاجتك من الغذاء والنوم والراحة, لأن الجوع
والتعب والقلق لا تسمح بالتركيز؛
إذا تناولت كمية كبيرة من الطعام فإن الدم يكون وقتها
متجمعًا حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام، ولا يصل إلى المخ الكمية
الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة، ولهذا يشعر من تناول كمية كبيرة من
الطعام - خاصة الدسم - بالكسل والوَخَم لأن مُخَّه غير مستعد للعمل؛ ولهذا لا يجب
البدء في المذاكرة قبل مرور ساعة بعد تناول الطعام، وينصح أيام المذاكرة
والامتحانات عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يفضل أن يبتعد عن الأكل المليء
بالدهون حتى لا يستغرق وقتًا طويلاً في الهضم.
- يجب ألا تقل فترة التركيز أثناء الحفظ أو المراجعة عن 20 دقيقة, وألا
تتجاوز40 دقيقة؛ تعقبها فترة استراحة لمدة 10 الى 15 دقيقة؛ - احرص على راحة عينيك
لكي تتجنب الشعور بالإجهاد أثناء المراجعة و ذلك باتباع
النصائح التالية:
عليك
مراعاة الوضع السليم أثناء القراءة حتى لا تشعر عيناك
بأي إجهاد وذلك بأن تجعل
جذعك معتدلاً أثناء جلوسك
مع تجنب الانحناء على المكتب، ومن العادات الخاطئة التي نلاحظها أثناء القراءة
: الاستلقاء على الظهر أو الاضطجاع على الجنب أو الرقود علي البطن. كل
هذه الأوضاع غير مريحة للعين
بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل انحناء الظهك
ذاكرة سمعية فإنك عموما تجد نفسك تحفظ عن ظهر قلب ما
تردده بصوت عال عدة مرات. فلا تتردد إذن في استخدام فة بين العينين والكتاب
أثناء القراءة يجب أن تكون بين 30- 35 سم؛ يقول دكتور مختص: "ويهمنا في هذا المجال
أن ننبه لخطورة بعض العادات السيئة أثناء القراءة مثل تقريب الكتاب من العينين
مما يتسبب في إجهاد العينين وقد يكون ذلك في بعض الأحيان بسبب وجود أخطاء
انكسار العين« عيوب النظر» وخاصة حالات قصر النظر ولاستخدام نظارة الاستجماتيزم
المصاحب لقصر النظر ولذا يجب استشارة الطبيب لعلاج مثل هذه الحالات إما
باستخدام نظارة طبية أو عدسات لاصقة."
الإضاءة المناسبة للقراءة إما
أن تكون بواسطة ضوء النهار الطبيعي أو باستخدام ضوء صناعي ويفضل مصباح
الفلورسنت، ويراعى أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يمين القارئ إذا كانت الكتابة
باللغة العربية أو أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يسار القارئ إذا كانت الكتابة
باللغة الإنجليزية وفائدة ذلك تجنب انعكاس الأشعة الساقطة على الكتاب أن ترتد
إلى العين مما يؤدي إلى حدوث زغللة بالعين واحتقان شديد بالملتحمة بعد فترة من
القراءة.
ومن الأخطاء الشائعة بين الطلاب- بالنسبة للاستخدام الصحيح للإضاءة الكافية
المناسبة أثناء القراءة- الاعتماد فقط على ضوء
"أباجور" المكتب بينما
الحجرة مظلمة، لأن هذا من شأنه إرهاق العين بسبب الأشعة المنعكسة عليها.
وننصح في هذا الشأن باستخدام ضوء "الأباجور"
مع إضاءة الغرفة بضوء مناسب حتى لا تنعكس الأشعة على العين وبذلك يمكن تجنب إجهاد
العين ؛- تتميز فترة المراهقة بكثرة أحلام اليقظة. حاول أن تتجنبها أثناء
الحفظ والمراجعـــــة، و ذلك باستشعار أهمية ما تراجعه بالنسبة لمستقبلك؛
الحفظ
باستعمال عدة حواس :
لكي تحتفظ بدرس ما في ذاكرتك، أنت بحاجة- بعد فهمــه واستيعابه- إلى
استحضاره في ذهنك و تمثله بطريقتك الخاصة. ولكي تستحضر دروسك بسهولة, هذه بعض "
التقنيات " حسب الحاسة التي تعتمد عليها ذاكرتك أكثر:
فإذا كانت لك
ذاكرة سمعية فإنك عموما تجد نفسك تحفظ عن ظهر قلب ما
تردده بصوت عال عدة مرات. فلا تتردد إذن في استخدام التسميع الذاتي حتى عند مراجعة
الخرائط أو الجداول أو الخطاطات: احك ما تراه فيها, صفها بصوت عال إما لمخاطب خيالي
أو حقيقي, مع اعتماد تسلسل منطقي يجنبك نسيان ما أنت بصدد مراجعته: راجع الجدول
مثلا من الأعلى إلى الأسفل، والخريطة من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب…
و إذا كانت
ذاكرتك بصرية أكثر فإنك بحاجة إلى تفحص ما تراجعه
بعينك كي يلتصق بذاكرتك. حاول إذن "تصوير" photographier دروسك بعينيك بعد أن تقوم
بكتابتها بشكل جميل و منظم. وهذا الأمر لا يستدعي أن تكون فنانا, يكفي فقط أن
تستعمل الألوان بشكل متناسق: خصص لونا للعناوين الكبرى و آخر للأفكار الرئيسية و
آخر للتعاريف…الخ.
هناك أيضا من له
ذاكرة حركية بحيث يفضل مراجعة دروسه عن طريق إعادة
صياغتها و كتابتها بطريقته الخاصة. أي أنه يحافظ على مضامين الدرس و لكنه يضع تصورا
آخر لشكله و للتسلسل الذي تلقاه به داخل الفصل. وهو بالتالي يقوم بتثبيت المعلومات
في ذاكرته عن طريق التفكير فيها واستيعابها جيدا, ثم إعادة كتابتها(في ورقة أخرى) و
تنظيمها بشكل آخر يعكس فهمه للدرس ولا يخل بمضمونه. إنها طريقة فعالة لترسيخ
المعلومات في الذاكرة. وهي تحيلنا على تقنية " جذاذة المراجعة " .
أما الأفضل فهو أن تستخدم قدراتك السمعية والبصرية والحسية
الحركية كلها وألا تعتمد على طريقة حفظ واحدة؛ حتى إذا وجدت صعوبة في
استحضار ما حفظت عن طريقــــة السمع مثلا, استعنت بذاكرتك البصرية أو الحركية.
بالإضافة إلى أن استعمـال الطــرق الثلاث يجعلك مطمئنا إلى ذاكرتك واثقا من تحكمك
في معلوماتك.
الربط والتنظيم :
تشتغل الذاكرة بطريقة التداعي Association : فأغنية تسمعها في المذياع تذكرك بلحظة
ما في حياتك , ورائحة تشمها في مكان ما تعيد إلى ذاكرتك مشهدا رأيته من قبل…؛ وذلك
لأن العناصر المخزنة في الذاكرة مرتبطة في ما بينها بواسطة مجموعة من العلاقات.
إذن, وأثناء حفظك لدرس ما, حاول ربطه بما تعرفه من قبل كي تتمكن من الاحتفاظ به
لأطول مدة ممكنة؛ اسأل نفسك دائما " هل سبق لي أن قرأت أو سمعت أو رأيت شيئا يمكن
أن يكون له علاقة ما بموضوع الدرس؟ "؛ ضع مقارنات من قبيل : " هذه الفكرة تشبه…,
هذا نتيجة ل…, هذا عكس ما قرأت من قبل…"الخ .
ولهذه الطريقة فائدة عظيمة, وهي أنها تساعدك على تنظيم
و تصنيف المعلومات في ذاكرتك. و بما أن الذاكرة
تحب النظام, فإنه كلما كانت المعلومات منظمة بشكل جيد في رأسك فإنك لن تجد صعوبة في
تذكرها.
إذا
قابلتك بعض الموضوعات أو الأفكار الجافة الصعبة فلا تخف منها ولا تحاول إهمالها،
اقرأها مرة بعد مرة دون خوف أو قلق وابعد عنك شبح التفكير في أسئلة الامتحان أو
صعوبة الامتحان، فمتى بدأت المذاكرة سَهُل الصعب وقَوِيَت عزيمة الاستذكار عندك،
ولا تنس أن تراعي توزيع وقت المذاكرة على المواد بحيث لا تندفع وتتحمس لمذاكرة مواد
معينة تميل إليها وتهمل مواد أخرى. وهذه بعض الإجراءات لمساعدتك أثناء مراجعة
المواد الصعبة:
- اقرأ العنوان والمقدمة :حدد
إذا كانت لديك معلومات مسبقة عن الموضوع و حاول استذكارها؛ - تعرف على كيفية تنظيم المعلومات وإذا احتجت لزيادة
معلوماتك عن الموضوع، استعن بمصادر أخرى(قواميس،
معاجم، أنترنت...). - ابحث عن الأفكار الرئيسية والخطوط العريضة للموضوع، و
راجع الخرائط والجداول التوضيحية المرتبطة به. - ابحث عن معاني الكلمات الضرورية لفهم الموضوع، ولكن
لا تنحرف عن الموضوع الأساسي. - راقب استيعابك عند نهاية كل فقرة؛
توقف واسأل نفسك ماذا تعلمت لحد الآن؟ اربط ذلك بما تعرفه. - عاود القراءة إذا كنت لا تستوعب فكرة معينة، صغ
الأفكار الصعبة بكلماتك. - اقرأ حتى النهاية لا تتوقف عن القراءة إذا واجهت
صعوبة في الفهم. الأفكار قد تتضح أكثر إذا واصلت القراءة. عندما تنتهي من
القراءة، راجع لترى ماذا استوعبت وأعد قراءة ما لم تستوعب . - اكتب وأنت تقرأ لزيادة التركيز، ضع خطاً تحت الجمل
المهمة أثناء القراءة، واكتب ملاحظاتك وتلخيصاتك وفق
الطريقة التالية:
اقرأ
قسماً واحداً فقط وعلم ما تريد بعناية.
أرسم
دائرة أو مربعا حول الكلمات المهمة أو الصعبة.
على
الهامش رٌقم الأفكار المهمة والرئيسية.
ضع
خطاً تحت كل المعلومات و التعريفات و
المصطلحات و الأمثلة
التي تعتقد بأهميتها أو ميزها بالقلم الفسفوري.
في
المساحة البيضاء من الكتاب أُكتب خلاصات ومقاطع وأسئلة تهم
الموضوع.
تكرار المراجعة : لقد أظهرت بعض التجارب أنا نفقد ٪50 مما نتعلم بعد نصف
ساعة , و ٪ 80 منه بعد 24 ساعة. لكن لا تيأس ! فهناك وسيلة لتطويع الذاكرة, و هي
طريقة المراجعة الدائمة
و المنظمة. كيف ذلك؟
هذا ما ستعرفه في المرحلة الثالثة أي مرحلة المراجعة.
المرحلة الثالثة: عند مراجعة الدرسشروط
المراجعة الجيدة:
أولا :
ضرورة المراجعة
بعد فهم الدرس و حفظه, هناك احتمالان:
الأول: إذا أنت أهملته لمدة من الزمن, فإنه سيكون عرضة للنسيان:
"بعد تجارب عدة على الذاكرة, توصل الباحث الألماني(H.Ebbinghaus
1885) إلى أن كمية المعلومات المخزنة في الذاكرة
تنخفض بشكل سريع بعد 24 ساعة من حفظها, ولا يبقى منها بعد ذلك إلا نسبة قليلة جدا."
ما العمل إذن لكي تتجنب النسيان وتضمن رسوخ المعلومات في ذهنك ؟
إنه الاحتمال الثاني:
إذا أنت راجعت الدرس المحفوظ بشكل دائم و منتظم فإنك ستضمن
عدم نسيانه, وسيرسخ في ذاكرتك لمدة طويلة.
ثانيا :
تنظيـم المراجعة:
قد لا يمر يوم دون أن تسمع من أساتذتك أو أقاربك: "
لا تدع الدروس تتراكم عليك وابدأ الإعداد للامتحان مبكرا!"
و لكنك تسأل نفسك: " أين أجد الوقت الكافي للمراجعة و أنا أدرس أكثر من 30 ساعة في
الأسبوع, و شلالات الدروس تتلاحق وغالبا ما تتخللها فروض المنزل أو القسم؟ "
و مع ذلك هناك حلول !
.إن الذاكرة البشرية, كما قلنا, يلزمها تكرار المراجعة و التأني فيها كي تتمكن من
استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها المقررات. و مهما يكن نوع
الامتحان الذي تستعد له, فإن أفضل وسيلة لعدم السقوط في فخ التأجيل و التسويف هو
وضع برنامج للمراجعات.
حاول إذن تخصيص بعض الوقت لوضع هذا البرنامج, متتبعا المراحل التالية:
مراحل إعداد برنامج المراجعات:
نظم
وقتك
ابدأ بملاحظة طريقتك المعتادة في استعمال الوقت مدة أسبوع كامل: أوقات استيقاظك,
ذهابك إلى المدرسة, مدة الحصص الدراسية, التنقل, الأعمال المنزلية, الأكل, الترفيه,
النوم… كل شيء! وسجل ذلك في جدول.
يمكن استعمال هذا الجدول على النحو التالي:
حدد الساعات المخصصة للدراسة في المدرسة بلون أحمر مثلا؛
حدد- و لو بشكل تقريبي - الساعات المخصصة للأكل و التنقل بلون أخضر؛
حدد الساعات المخصصة لأداء واجباتك الدينية والمنزلية
والأنشطة غير المدرسية ( الترفيه, الرياضة, اللعب, الراحة…) بلون آخر؛
لديك الآن فكرة واضحة عن أوقات شغلك و أوقات فراغك. فما عليك إذن سوى ملء الفراغات
, وتحديد ساعات و مواد المراجعة.
ابحث
عن وتيرتك الخاصة
لكل منا عاداته الخاصة للمراجعة: هناك من يحبذ المراجعة الصباحية وهناك من يفضل
المسائية. برمج مراجعاتك حسب ما تفضله أنت؛ رغم أنه, و بصفة عامة, المراجعة
الصباحية أفضل, لأن قدرات الإنسان تكون في أوجها صباحا و تنقص في فترة الغذاء و
بعده, لتنشط من جديد بدأ من الساعة 7 أو 8 مساءا و حتى العاشرة. في كل الحالات
اجتنب السهر ما أمكن. فالنوم العميق و الكافي ضروري لاشتغال الذاكرة بفعالية كما
سيتبين لك.
عدل
برنامج المراجعات باستمرار
من الصعب جدا احترام برنامج المراجعات بنسبة%100 طيلة السنة. لذلك حاول تعديله مرة
كل أسبوع أو كل أسبوعين حسب المستجدات, لأن ذلك سيمكنك من التأكد من مدى احترامك
للبرنامج, ومن جعله أخف و أكثر قابلية للتطبيق. لأن البرنامج الجيد يتسم بالمرونة
حتى يمكنه استيعاب المفاجآت: إذا دعيت إلى حفل أو مناسبة عائلية مثلا في وقت برمجته
أنت للمراجعة, فلا بأس أن تقبل الدعوة و تعيد برمجة المراجعة في وقت لاحق.
كافىء
نفسك بنفسك
كي لا يصيبك الملل أو الإرهاق و أنت تطبق برنامج المراجعات, كافىء نفسك بعد كل
مراجعة: " عندما أنتهي من مراجعة درس الرياضيات سأمنح نفسي عصيرا لذيذا!" أو" عندما
أنتهي من تحليل هذا النص سأستلقي لأشاهد شريطا ممتعا!"... حتى إذا أنهيت
برنامجــــــــــك الأسبوعي بنجاح, كافىء نفسك بخرجة إلى الطبيعة أو فسحة رياضية أو
ما شابه ذلك كي تستقبل الأسبوع اللاحق بنشاط و حيوية
و لا تنس أنه
كلما دربت ذاكرتك على الحفظ كلما ازدادت قدرتها على الاحتفاظ
بالمعلومات بسرعة ولمدة طويلة ...
ثالثا:
المراجعة الجماعية:
للمراجعة الجماعية فوائد كثيرة منها: التحفيز المتبادل على المراجعة و تبادل
المساعدة على فهم الدروس…؛ غير أن نجاحها مشروط بمدى جدية أفراد المجموعة التي
تراجع ضمنها وبطريقتك في التعامل معهم. هذه بعض الإرشادات من أجل مراجعة جماعية
مفيدة:
- الجدية والاحترام المتبادل.
- اختيار مجموعة صغيرة(أقل من عشرة أفراد.
- تقبل الاختلاف: لا تنزعج أو تغضب إذا أبدى صديق داخل المجموعة معارضته
لفكرتك, أو إذا تكلم أحد أفراد المجموعة ببطء و تعثر…؛ تعلم أن تصغي للآخرين. - تنويع المواد المراجعة: من غير المفيد تخصيص يوم كامل لمراجعة الرياضيات
مثلا, فبعد ساعتين من الهندسة والجبر ستصابون بالصداع و الضجر! من الأفضل إذن
تنويع المواد. - تعيين منشط للمجموعة يتجلى دوره في تحيز المجموعة و تنبيهها إلى العودة إلى
المراجعة إذا مالت الأمور نحو الهزل. كما يبين في النهاية ما تمت مراجعته خلال
الحصة وما ينبغي التهييء له في الحصة اللاحقة. - القراءة الجهرية: يمكنك أن تطلب من أحد أفراد المجموعة قراءة موضوعك الأدبي
أو الفلسفي بصوت مرتفع, و له أن يتوقف كلما قرأ شيئا لم يفهمه. وهذا مفيد لك
لأن مواضيعك عند الامتحان ستتم
قرائتها من طرف شخص آخر هو الأستاذ المصحح. - من الأفضل المزاوجة بين المراجعة الفردية والجماعية مع تخصيص وقت أكبر
للأولى.
رابعا:
جذاذة المراجعة
ليس من السهل دائما المراجعة اعتمادا على ما تكتبه من
ملخصات داخل القسم. خاصة و أنه إذا تراكمت عليك بعض الدروس فستصبح تلك الملخصات
غامضة بالنسبة إليك. بالإضافة إلى احتمال نسيانك بعض الكلمات أو المقاطع الهامة
أثناء كتابتك ما يمليه الأستاذ.
الحل: تعود على إنجاز جذاذات مراجعة في نفس
اليوم, أو على الأقل في نفس الأسبوع الذي تلقيت فيه تلك الدروس.
ماهي جذاذة المراجعة؟
إنها ورقة تسجل فيها أهم
عناصر الدرس و حتى بعض التفاصيل التي تبدو لك مهمة. إنك لن تلخص الدرس ولن تجعله
أصغر حجما, بل ستفكر فيه و تستوعبه و تحاول صياغته بطريقتك الخاصة, و تضيف إليه ما
تظنه أساسيا لفهمه أو تجعله على شكل خطاطة أو جدول أو تشجير. المهم أن تحتوي
الجذاذة على عناصر الدرس الرئيسية التي من شأنها أن تحرك ذاكرتك لتستحضر التفاصيل
المتعلقة بكل عنصر أو فكرة رئيسية. (يستحسن أن تحتفظ بجذاذات المراجعة في دفتر
خاص).
كيف تنجز جذاذة المراجعة؟
- خذ ملخص الدرس الذي تريد مراجعته واقرأه كله بتركيز.
- في مسودة سجل أهم ما في الدرس و أضف إليه شروحات الأستاذ أو التفاصيل المهمة
التي تجدها في الكتاب المدرسي أو أفكار أخرى قرأتها في كتاب و تبدو لك مهمة و
مثرية للدرس.ليس من الضروري الاحتفاظ بشكل الدرس ,لأن الجذاذة ليست تكرارا
لملخص الدس كما هو. يمكنك مثلا صياغة الدرس على شكل جدول أو خطاطة أو تشجير(على
شكل جذع و أغصان). - انقل ما دونته في المسودة إلى الجذاذة مع ضرورة الاهتمام بطريقة الكتابة و
استعمال الألوان كي لا تجد أية صعوبة في استعمال الجذاذة للمراجعة من جديد, و
لكي تكون الجذاذة جميلة تغري بقراءتها.
الاستعداد البدني و النفسي
التغذية المتوازنة, الغنية بالكالسيوم والفسفور:
للكالسيوم و
الفسفور دور مهم في عمل الدماغ. وقد أظهرت تجارب علمية استمرت لمدة عشر سنوات
وأجريت على حوالي 600 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة, أنه, وعند اقتراب موعد
الامتحــانات, ترتفع نسبة الجير والحامض الفسفوري إلى مستويات خطـيرة فــي
الإفرازات البولية لأغلب أولئك التلاميذ. ومعلوم أن فقدان نسبة هامة من الكالسيوم
مثلا, يؤدي إلى التشنجات العضلية و توتر الأعصاب و أحيانا الأرق.
ما هي الأغذية
الغنية بالكالسيوم والفسفور؟
-
الحليب و مشتقاته(لبن, زبدة, جبن…) وهي مواد ضرورية جدا للأعمال الفكرية؛
- البيض, القمح, اللوز, السمك…؛
-المغنزيوم والنحاس عنصران ضروريان لكل مجهود فكري. و يوجد المغنزيوم في الخبز
الكامل pain complet والتين المجفف(الشريحة) والشيكولاطة و الكاكاو, والخضر
والفواكه…
أما عنصر النحاس فيوجد في الكبد, أصفر البيض, السبانخ, العدس, الحمص , وكل
الأغذية الغنية بفيتامينB.
احرص إذن على تناول كميات مهمة من الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم والفسفور
والمغنزيوم والنحاس و خاصة في فترة الإعداد للامتحانات.
ماذا عن الأدوية التي يُرَوَّج لها قبل موسم الامتحانات على أنها لتقوية
الذاكرة ؟الجواب: معظم المواد الفعالة بهذه
الأدوية يفرزها الجسم بتركيزات مناسبة، وعندما يتناول الطالب هذه الأدوية يجعل
الجسم يعمل بصورة أكبر، لكن خلايا الذاكرة لها قدرة على العمل وإذا أجبرناها على
العمل بمعدل أكبر، فسوف يحدث ذلك في البداية لفترة قصيرة، لكن ما تلبث أن تحدث
النتيجة العكسية تمامًا مثلما تَجْبُر إنسانًا على العمل وهو متعب، صحيح أنه سيعمل
لكنه في النهاية سيقع من شدة التعب، فهذه الأدوية مخصصة في الأصل للحالات المرضية
وليست للجميع.
الرياضة و التنفس العميق:
إن عوامل من قبيل التلوث البيئي و
العمل في أماكن مغلقة و نقص التهوية في عدد من وسائل النقل العمومية والتدخين…الخ,
تؤدي إلى نقص نسبة الأكسجين في الجسم. لكن ما علاقة دلك بالذاكرة ؟
إن نقصان
نسبة الأكسجين في الجسم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق خاصة عند القيام بأعمال فكرية.
لأن الدماغ لم يحصل على القدر اللازم من الأكسجين كي يشتغل بفعالية. أضف إلـى ذلك
أنه, وفي ظرف24 ساعة, يمر2160 لتر من الدم عبر الدماغ البشري, أي ما يعـــــادل
تقريبا400 مرة كمية الدم الموجودة في الجسم كله, وزد على ذلك كون الخلايا
الدماغيــــــــــة و الأعصاب تتأثر سلبا, أكثر من باقي الخلايا الأخرى, بنقصان
الأكسجين.
ماذا تستنتج من كل هذا؟
الجواب: قلة الأكسجين في الدم تضر بالذاكرة.
ما هو الحل إذن؟ هذه بعض
الاقتراحات العملية:
- ممارسة الرياضة بانتظام ودون مبالغة فيها؛
- الخروج إلى الهواء الطلق يوميا وبانتظام قبل الحصص الدراسية وبعدها وخلالها
( فترة الاستراحة), و يفضل الاقتراب من الأشجار؛ - تعلم التنفس العميق كي يساهم الهواء النقي المستنشق في طرد السموم المتراكمة
في الجسم. لأن الهواء- في حالة التنفس العادي – يدخل الرئة بسرعة ثم يخرج منها
بسرعة دون أن يتمكن من إحداث تأثيره الإيجابي في الجسم, ومن تم في الذاكرة؛ - احرص على ممارسة بعض تمارين التنفس العميق مباشرة بعد أي درس أو مراجعة
تستعمل خلالها ذاكرتك بشكل مكثف(انتباه, حفظ, مراجعة), و دلك لأنه أثناء فترة
التركيز الذهني تنخفض وتيرة التنفس و يتزايد بالمقابل تراكم السموم في الجسم.
والجدير بالذكر أنه مهما كان مصدر هذه السموم: عياء جسدي أو ذهني, عسر هضم,
قلق…؛ فإنها تمنع اشتغال الذاكرة بفعالية و بالتالي يجب طردها بواسطة تمارين
التنفس العميق. ولكي تستفيد من تلك التمارين, حاول اجتناب الحركات التالية
أثناء عملية التنفس: رفع الكتفين, سحب البطن إلى الداخل, انقباض العضلات؛ لأنها
لا توصل سوى قليل من الهواء إلى الجزء الأعلى من الرئتين فقط.
تجنب التدخين و المخدرات:
● لقد ثبت أن الكحول واحد من أسباب
أمراض الذاكرة.
● يؤدي
التدخين – سواء بالنسبة للمدخن أو لمستنشق الدخان – إلى
مرض ثقوب الذاكرة , خاصة نسيان الكلمات.
"كان الباحث L. Binet يضع كمية قليلة من النيكوتين في حوض للأسماك لمدة من
الزمن, ثم لاحظ بعد فترة أن تلك الأسماك لم تعد تتجه بسرعة نحو الطعام : لقد
أفقدتها مادة النيكوتين ذاكرتها, أي استجابتها للمثيرات!"
الراحة
و النوم الكافي:
ثبت من خلال التجربة العلمية أن المعلومات
المخزنة في الذاكرة يتم تثبيتها و ترسيخها خلال فترة النوم العميق(وليس الطويل):
"عندما ننام, نمر من 5 مراحل أو مستويات من النوم, يمكن ملاحظتها بواسطة جهاز
خاص؛ من المستوى 1 إلى المستوى 4 , يتعمق النوم أكثر فأكثر و تصبح الموجات
الدماغيـة بطيئة. على العكس من ذلك, و في المســـتوى 5, أو مستوى النوم العميق,
يصير النشاط الدماغي أكثر قوة؛ و يبدو مخطط الموجات الدماغية على جهاز
Electro-encéphalogramme كأن الشخص في حالة استيقاظ. و يحدث النوم العميق كل ساعة
ونصف, 4 الى5 مرات في الليلة, ويستمرحوالي20 دقيقة؛ وفيها يتم تثبيت المعلومات التي
تلقتها ذاكرتك خلال اليوم."
- كما بينت عدة تجارب في ميدان علم النفس العصبي أن للذاكرة البشرية علاقة
وثيقة بالأحاسيس والانفعالات. وأثبتت أن الإرهاق Stress خاصة يؤثر سلبا على
ملكات التعلم والحفظ.
مادا تستفيد إذن مما تقدم؟ - تجنب السهر, وتجنب كذلك كثرة النوم؛
- حاول أن تعمل في جو من الهدوء و السكينة و التأني, و تجنب مراكـمة الدروس و
تأجيل المراجعة.و إلا فماذا ستنتظر من ذاكرة تشحنها,خلال أيام معدودة, بمئات
المعلومات المتراكمة خلال سنة أو نصف سنة ؟
التفاؤل:
التفاؤل أمر ضروري للاستمرار في العمل و المثابرة على الجد. وبالإضافة إلى
الاجتهاد و تنظيم المراجعة, فإن الدعاء مع الإخلاص وعمل الطاعات, وسيلة روحية هامة
تدفعك للتفاؤل و الإقبال على الدراسة. لأنك حين تدعو الله تعالى أن يوفقك و ييسر لك
سبل النجاح, فإنك ستشعر بدافعية كبيرة لمواصلة الاجتهاد, و اليقين بأن الله سيستجيب
دعوتك إذا أنت توكلت عليه مع أخذك بأسباب النجاح المذكورة آنفا.